وجرى ذكره في كتاب التّاج بما نصّه «١» : اللّسن العارف، والنّاقد «٢» الجواهر المعاني كما يفعل بالسّكة الصّيارف، الأديب المجيد، الذي تحلّى به للعصر «٣» النّحر والجيد، إن أجال جياد براعته فضح فرسان المهارق، وأخجل بين بياض طرسه وسواد نقسه «٤» الطّرر تحت المفارق. وإن جلا أبكار أفكاره، وأثار طير البيان «٥» من أوكاره، وسلب الرّحيق المفدّم «٦» فضل أبكاره «٧» ، إلى نفس لا يفارقها ظرف، وهمّة لا يرتدّ إليها طرف، وإباية «٨» لا يفلّ لها غرب ولا حرف. وله أدب غضّ، زهره عن «٩» مجتنيه مرفضّ «١٠» . كتبت إليه أنتجز «١١» وعده في الالتحاف «١٢» برائقه، والإمتاع بزهر هواتفه «١٣» ، وهو قولي «١٤» : [الكامل]
عندي لموعدك افتقار محوج «١٥» ... وعهودك افتقرت إلى إنجازها
والله يعلم فيك صدق مودّتي ... وحقيقة الأشياء غير مجازها
فأجابني بقوله:[الكامل]
يا مهدي الدّرّ الثمين منظّما ... كلما حلال السّحر في إيجازها
أدركت حلبات الأوائل وانيا ... ورددت أولاها على أعجازها
أحرزت في المضمار خصل سباقها ... ولأنت أسبقهم إلى إحرازها