هل لذاك الوصل مرتجع ... أو لهذا الهجر «١» منصرف؟
ومن ذلك: [الطويل]
وظبي سبى «٢» بالطّرف والعطف والجيد «٣» ... وما حاز من غنج ولين ومن غيد
أتيت «٤» إليه بالدّنوّ مداعبا ... فقال: أيدنو الظّبي من غابة الأسد؟
وقال من مبدإ قصيدة مطولة فيما يظهر منها «٥» : [الطويل]
حديث المغاني بعدهنّ شجون ... وأوجه أيام التباعد جون «٦»
لحا الله أيام الفراق فكم شجت ... وغادرت الجذلان وهو حزين
وحيّا ديارا في ربى أغرناطة ... وإنّي بذاك القرب فيه «٧» ضنين
ليالي أنفقت الشباب مطاوعا ... وعمري لدى البيض الحسان ثمين «٨»
فأرخصت «٩» فيها من شبابي ما غلا ... وغرمي «١٠» على مال العفاف أمين
خليليّ، لا أمر، بأربعها قفا ... فعندي إلى تلك الرّبوع حنين
ألم ترياني كلّما ذرّ شارق ... تضاعف عندي عبرة وأنين؟
إذا لم يساعدني أخ منكما فلا ... حدت نحو «١١» قرن بعد ذاك أمون
أليس عجيبا في البريّة من لنا ... إلى عهد إخوان الزمان «١٢» ركون؟
فلا تثقن من ذي «١٣» وفاء بعهده ... فقد أجن السّلسال وهو معين
لقلبي «١٤» عذر في فراق ضلوعه ... وللدمع في ترك الشؤون شؤون
ومن ترك الحزم المعين فإنه ... لعان بأيدي الحادثات رهين
رعى الله أيامي الوثيق ذمامها ... فإنّ مكاني في الوفاء مكين