ماذا أقول وكلّ قول قاصر ... في وصف بحر زاخر الأمواج
منه لباغي العرف درّ فاخر ... ولمن يعادي الدين هول فاجي «١»
دامت سعودك في مزيد، والمنى ... تأتيك أفواجا على أفواج
ومن الأمداح المطوّلة «٢» : [الكامل]
لمن المطايا في السّراب سوابحا ... تفلي الفلاة غواديا وروائحا
عوج «٣» كأمثال القسيّ «٤» ضوامر ... يرمين في الآفاق مرمى نازحا
أو كالسحاب تسير مثقلة ... حملته «٥» من سقيا البطاح دوالحا «٦»
ركب ييمّم غاية بل آية ... أبدت محيّا الحقّ أبلج واضحا
لما دعا داعي الرشاد مردّدا ... لبّوه شوقا والحمام هوادحا
فلهم عجيج بالبسيطة صاعد ... يذكي بنار الشوق منك جوانحا
وإذا حدا الحادي بذكر المصطفى ... أذروا على الأكوار دمعا سابحا
عيس تهادى بالمحبّين الألى ... ركبوا من العزم المصمم جامحا
طارت بهم أشواقهم سبّاقة ... فتركن أعلام المطيّ روازحا
رفقا بهنّ فهنّ خلق مثلكم ... أنضاء أسفار قطعن منادحا
قد جين للهادي وهادا جمّة ... وسلكن نحو الأبطحيّ أباطحا
ناشدتك الرحمن وافد مكة ... ألّا صرفت إليّ صرفا طامحا
وأخا أتيت القبر قبر محمد ... وحمدت سعيا من سفارك ناجحا
وذهلت عن هذا الوجود مغيبا ... لما لمحت من الجمال ملامحا
فاقرأ سلامي عند قبر المصطفى ... وامسح بيمناك الجدار مصافحا
قسما بوفد يزخرون رواحلا ... قطعت سباسبا بلقعا وضحاضحا
حتى أناخوا بالمحصّب من منى ... وتأمّلوا النور المبين اللائحا