وتعرّضوا لعوارض عرفيّة هب ... بت بها تلك الرياح لوافحا
وآووا إلى الحرم الشريف فطافعا ... بالبيت أوبا لركن منه ماسحا
وسقوا به من ماء زمزم شربة ... نالوا بها في الخلد حظّا رابحا
ثم انثنوا قصدا إلى دار الهدى ... يتسابقون عزائما وجوارحا
فتبوّؤا المغنى الذي بركاته ... فاضت على الآفاق بحرا طافحا
ختموا مناسكهم بزورة أحمد ... بختام مسك طاب عرفا نافحا
إنّ السماحة والشجاعة والنّدى ... والبأس والعقل الأصيل الراجحا
وقف على شمس المعالي يوسف ... أعلى الملوك خواتما وفواتحا
فهو الذي ملأ البلاد فضائلا ... صارت لمن بارى علاه فضائحا
إن أجملت سير الكرام فخلقه ... ما زال للإجمال منها شارحا
حامي الذّمار مدافعا وموادعا ... كافي العدو محاربا ومصافحا
للملك بالعزم المؤيد مانعا ... للعرف بالجود المردد مانحا
إن تلقه في يوم جود هامر ... تلق السحاب على البلاد سوابحا
أو تلقه في يوم بأس قاهر ... تلق الأسود لدى العرين كوافحا
أو تلقه في يوم فخر ظاهر ... تلق الكواكب في السماء لوائحا
من أسرة النصر الألى هم ناصحوا ... بعزائم الصدق الأمين الناصحا
هم أسّسوا الملك المشيد بناؤه ... فكفوا به الإسلام خطبا فادحا
فاستفهم الأيام عن آثارهم ... تطلع عليك صحائفا وصفائحا
كان إذا ضنّ الغمام سحائبا ... يهمي وإن جنّ الظلام مصابحا
شادوا له مجدا صميما راسخا ... يبقى على الأعقاب ذكرا صالحا
وسماء «١» فخر فوق أمن جهادهم ... سمكوا له منه «٢» سماكا رامحا
الأعظمون مغانيا ومناقبا ... والأكرمون محامدا وممادحا
يا دولة نصريّة قد جددت ... نصرا لأبواب المعاقل فاتحا
وأمامة سعدية قد أطلعت ... سعدا ولكن للأعادي ذابحا
فاضت جدى فكأنما أيامها ... جعلت لأرزاق العباد مفاتحا
كفت عدا فكأنما أوقاتها ... جاءت لآيات الأمان شوارحا