بدّدت شملهم ببيض صوارم ... روّيت من علق «١» الكماة نصالها
وأبحت أرضهم فأصبح أهلها ... جزرا «٢» تغادر نهبة أموالها
فتحت إمارتك السعيدة للورى ... أبواب بشرى واصلت إقبالها
وبنت مصانع رائقات ذكّرت ... دار النعيم جنانها وظلالها
وأجلّها قدرا وأرفعها مدى ... هذا الذي سامى النجوم فطالها «٣»
هو جنّة فيها الأمير مخلّد ... بلغت إمارته بها آمالها
ولأرض أندلس مفاخر، أنتم ... أربابها، أضفيتم سربالها «٤»
فحميتم أرجاءها، وكفيتم ... أعداءها، وهديتم ضلّالها
فبآل نصر فاخرت لا غيرهم ... لم تعتمد من قبلهم أقيالها «٥»
بمحمد ومحمد ومحمد ... قصرت على الخصم الألدّ نضالها
فهم الألى ركبوا لكلّ عظيمة ... جردا كسين من النجيع جلالها
وهم الألى فتحوا لكلّ ملمّة ... بابا أراح بفتحه إشكالها
متقلّدون من السيوف عضابها «٦» ... متأبّطون من الرماح طوالها
الراكبون من الجياد عرابها ... والضاربون من العدا أبطالها
أوليّ عهد المسلمين ونخبة ال ... أملاك صفوة محضها وزلالها
إنّ العباد مع البلاد مقرّة ... بفضائل لك مهّدت أحوالها
فتفكّ عانيها وتحمي سربها ... وتفيد حلما دائما جهّالها
ومن الرثاء قوله يرثي ولده أبا القاسم «٧» : [الطويل]
هو البين حتما، لا لعلّ ولا عسى ... فما بال نفسي لم تفض عنده أسى
وما لفؤادي لم يذب منه حسرة ... فتبّا لهذا القلب سرعان ما قسا
ويا «٨» لجفوني لا تفيض مورّدا ... من الدمع يهمي تارة ومورّسا «٩»