للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما كان حبّ أحكم الصدق عهده ... ليرمى بوسواس الوشاة فيرفضا

أعيذ ودادا زاكي القصد وافيا ... تخلّص من أدرانه فتمحّضا «١»

ونيّة صدق في رضى الله أخلصت ... سناها بآفاق البسيطة قد أضا

من الآفك الساعي ليخفي نورها ... أيخفى شعاع الشمس قد ملأ الفضا؟

وكيف يحلّ المبطلون بإفكهم ... معاقد حبّ أحكمتها يد القضا

تعرّض يبغي هدمها فكأنه ... لتشييد مبناها الوثيق تعرّضا

وحرّض في تنفيره فكأنما ... على البرّ والتسكين والحبّ حرّضا

وأوقد نارا فهو يصلى جحيمها ... يقلّب منها القلب في موقد الغضا «٢»

أيا واحدي المعدود بالألف وحده ... ويا ولدي البرّ الزكي إن ارتضى

بعثت من الدّرّ النفيس قلائدا ... على ما ارتضى حكم المحبة واقتضى

نتيجة آداب وطبع مهذّب ... أطال مداه في البيان وأعرضا

ولا مثل بكر باكرتني آنفا ... كزورة خلّ بعد ما كان أعرضا

هي الروضة الغنّاء أينع زهرها ... تناظر حسنا مذهّبا ومفضّضا

أو الغادة الحسناء راقت فينقضي ... مدى العمر في وصفي لها وهو ما انقضى

تطابق منها شعرها وجبينها ... فذا اللّيل مسودّا وذا الصّبح أبيضا

أو الشهب منها زينة وهداية ... ورجم لشيطان إذا هو قيّضا

أتت ببديع الشّعر طورا مصرّحا ... بأبياتك الحسنى وطورا معرّضا

ومهّدت الأعذار دون جناية ... ولو أنك الجاني لكنت المغمّضا

لك الله من برّ وفيّ وصاحب ... محضت له صدق الضمير فأمحضا

لسانك في شكري مفيض تفضّلا ... فيا حسن ما أهدى وأسدى وأقرضا

وقلبك فاضت فيه أنوار خلّتي ... فأبقى «٣» يدي تسليمه لي مفوّضا

وقصدك مشكور وعهدك ثابت ... وفضلك منشور وفعلك مرتضى

فهل مع هذا ريبة في مودّة ... بحال! وإن رابت «٤» فما أنا معرضا