يا كوكب الهدي الذي من بعده ... ركد الظلام بهذه الآفاق
يا واحدا مهما جرى في حلبة ... جلّى بغرّة سابق السّبّاق
يا ثاويا بطن الضريح وذكره ... أبدا رفيق ركائب ورفاق
يا غوث من وصل الضريح «١» فلم يجد ... في الأرض من وزر ولا من واق
ما كنت إلّا ديمة منشورة ... من غير إرعاد ولا إبراق
ما كنت إلّا روضة ممطورة ... ما شئت من ثمر ومن أوراق
يا مزمعا عنّا العشيّ ركابه ... هلّا لبثت «٢» ولو بقدر فواق «٣»
رفقا أبانا جلّ ما حمّلتنا ... لا تنس فينا عادة الإشفاق
واسمح ولو بمزار لقيا في الكرى ... تبقي بها منّا على الأرماق
وإذا اللقاء تصرّمت أسبابه ... كان الخيال تعلّة المشتاق
عجبا لنفس ودّعتك وأيقنت ... أن ليس بعد ثواك «٤» يوم تلاق
ما عذرها إن لم تقاسمك الردى ... في فضل كأس قد شربت دهاق
إن قصّرت أجفاننا عن أن ترى ... تبكي النجيع عليك باستحقاق
واستوقفت دهشا فإنّ قلوبنا ... نهضت بكلّ وظيفة الآماق
ثق بالوفاء على المدى من فتية ... بك تقتدي في العهد والميثاق
سجعت بما طوقتها من منّة ... حتى زرت «٥» بحمائم الأطواق
تبكي فراقك خلوة عمّرتها ... بالذكر في طفل وفي إشراق
أمّا الثناء على علاك فذائع ... قد صحّ بالإجماع والإصفاق
والله قد قرن الثناء بأرضه ... بثنائه من فوق سبع طباق
جادت ضريحك ديمة هطّالة ... تبكي عليه بواكف رقراق
وتغمّدتك من الإله سعادة ... تسمو بروحك للمحلّ الراقي
صبرا بني الجيّاب إنّ «٦» فقيدكم ... سيسرّ مقدمه بما هو لاق
وإذا الأسى لفح القلوب أواره ... فالصبر والتسليم أيّ رواق