للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أمثل ما حضرهم، ثم أبوا أن يجيزه غيره، فقال «١» : [السريع]

قابل جفونا بجفون ولا ... تبتذل الأرفع بالأسفل

ثم استدعاه سيف الدين بن سابق، صاحب الأشغال السلطانية، إلى مجلس بضفة النيل، مبسوط بالورد، وقد قامت حوله شمامات نرجس، فقال في ذلك «٢» :

[السريع]

من فضّل النّرجس فهو الذي ... يرضى بحكم الورد إذ يرأس

أما ترى الورد غدا قاعدا ... وقام في خدمته النّرجس؟

ووافق ذلك مماليك الترك، وقوفا في الخدمة على عادة المشارقة، فطرب الحاضرون، من حسود ومنصف. ولقي بمصر محيي الدين بن ندا واقد التركي «٣» ، والإمام زهير الحجاري بهاء الدين، وبالقاهرة جمال الدين بن مطروح، وجمال الدين بن يغمور، وتعرف بكمال الدين بن العديم رسول سلطان حلب، فاستصحبه يتحف به الملك الناصر صاحب حلب، فلقي بحمص وبيت المقدس وحماه أعلاما جلّة، وله معهم أخبار يطول ذكرها، ودخل على السلطان «٤» بحلب، وأنشده قصيدة أولها «٥» : [الكامل]

جد لي بما ألقى الخيال من الكرى ... لا بدّ للطّيف الملمّ من الكرى «٦»

فقال كمال الدين: هذا رجل عارف «٧» مذ روى لمقصده من أول كلمة. ثم قال بعد أبيات:

الناصر الملك الذي عزماته ... أبدا تكون مع العساكر عسكرا

ما كان أنبا الفتح يلزم لامه ... والجمع من أعدائه متكسّرا