وكذا الفروع تطول وهي شبيهة ... بالأصل في ورق وفي أثمار
أزرت وجوه الصّيد من هنتاتة ... في جوّها بمطالع الأقمار
لله أيّ قبيلة تركت لها ال ... نّظراء دعوى الفخر يوم فخار
نصرت أمير المسلمين وملكه ... قد أسلمته عزائم الأنصار
آوت «١» عليّا عند ما ذهب الرّدى ... والروع بالأسماع والأبصار
وتخاذل الجيش اللهام وأصبح ال ... أبطال بين تقاعد وفرار
كفرت صنائعه فيمّم دارها ... مستظهرا منها بعزّ جوار
وأقام بين ظهورها لا يتّقي ... وقع الرّدى وقد ارتمى بشرار
فكأنها الأنصار لمّا آنست «٢» ... فيما تقدّم غربة المختار
لمّا غدا لحظا وهم أجفانه ... نابت شفارهم عن الأشفار «٣»
حتى دعاه الله بين بيوتهم ... فأجاب ممتثلا لأمر الباري
لو كان يمنع من قضاء الله ما ... خلصت إليه نوافذ الأقدار
قد كان يأمل أن يكافىء بعض ما ... أولوه لولا قاطع الأعمار
ما كان يقنعه لو امتدّ المدى ... إلّا القيام بحقّها من دار
فيعيد ذاك الماء ذائب فضّة ... ويعيد ذاك التّرب ذوب نضار
حتى تفوز على النّوى أوطانها ... من ملكه بجلائل الأوطار «٤»
حتى يلوح على وجوه وجوههم ... أثر الرعاية «٥» ساطع الأنوار
ويسوّغ الأمل القصيّ كرامها ... من غير ما ثنيا «٦» ولا استعصار
ما كان يرضي الشّمس أو بدر الدّجى ... عن درهم فيه «٧» ولا دينار
أو أن يتوّج أو يقلّد هامها ... ونحورها بأهلّة «٨» ودراري
حقّ على المولى ابنه إيثار ما ... بذلوه من نصر ومن إيثار
فلمثلها ذخر الجزاء ومثله ... من لا يضيع صنائع الأحرار