دهي الفؤاد فلا لسان ناطق ... عند الوداع ولا يد «١» متراق
ولقد أشير لمن تكلّف رحلة ... أن عج عليّ ولو بقدر فواق «٢»
عليّ أراجع من ذماي حشاشة ... أشكو بها بعض الذي أنا لاق
فمضى ولم تعطفه نحوي ذمّة ... هيهات! لا بقيا «٣» على مشتاق
يا صاحبيّ وقد مضى حكم النّوى «٤» ... روحا عليّ بشيمة «٥» العشّاق «٦»
واستقبلا بي «٧» نسمة من «٨» أرضكم ... فلعلّ نفحتها تحلّ وثاقي
إني ليشفيني النّسيم إذا سرى ... متضوّعا من تلكم الآفاق
من مبلغ بالجزع أهل مودّتي ... أني على حكم الصّبابة باق؟
ولئن تحوّل عهد قربهم «٩» نوى ... ما حلت عن عهدي ولا «١٠» ميثاقي
أنفت خلائقي الكرام لخلّتي ... نسبا إلى الإخلاق والإخراق «١١»
قسما به ما استغرقتني فكرة ... إلّا وفكري فيه واستغراقي
لي آهة «١٢» عند العشيّ لعلّه ... يصغي لها، وكذا مع الإشراق
أبكي إذا هبّ النسيم فإن تجد ... بللا به فبدمعي المهراق
أومي بتسليم «١٣» إليه مع الصّبا ... فالذّكر كتبي والرفاق رفاقي
من لي وقد شحط «١٤» المزار بنازح ... أدنى لقلبي من جوى أشواقي
إن غاب عن عيني فمثواه الحشا ... فسراه «١٥» بين القلب والأحداق
جارت عليّ يد النّوى بفراقه ... آها لما جنت النّوى بفراق
أحباب قلبي هل لماضي عيشنا «١٦» ... ردّ فينسخ بعدكم بتلاق؟