للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغابت فكان الأفق عند مغيبها ... كقلبي مسودّا «١» لفقد خليلي «٢»

أتانا بها صفراء «٣» يسطع نورها ... فمزّق سربال الدّجى بفتيل

فردّت علينا شمسنا وأصيلنا ... بمشبّه شمس في شبيه أصيل

ومن نثره قوله يخاطب بني أبي الوليد بن رشد، تعزية في أبيهم، واستفتحه بهذه الأبيات «٤» : [الطويل]

ألا ليت شعري، هل لطالب غاية ... وصول وأحداث الزمان تعوقه؟

مضى علم العلم الذي ببيانه ... تبيّن خافيه وبان طريقه

أخلّاي «٥» ، إني من دموعي بزاخر ... بعيد عن الشّطّين منه غريقه

وما كان ظنّي قبل «٦» فقد أبيكم «٧» ... بأنّ مصابا مثل هذا أطيقه

ولم أدر من أشقى الثلاثة بعده ... أأبناؤه «٨» أم دهره أم صديقه؟

ومن شاهد الأحوال بعد «٩» مماته ... تيقّن «١٠» أنّ الموت نحن نذوقه

رجوعا إلى الصّبر الجميل فحقّه ... علينا قضى أن لا توفّى «١١» حقوقه

أعزّيكم في البعد عنه «١٢» فإنني ... أهنّيه قربا من جوار يروقه

فما كان فينا منه إلّا مكانه ... وفي العالم العلويّ كان رفيقه

إيه «١٣» عن المدامع، هلّا تلا انحدار الدّمعة انحدارها؟ والمطامع هل ثبت «١٤» على قطب مدارها؟ والفجائع أغير دار بني رشد دارها؟ فإنه حديث أتعاطاه مسكرا، وأستريح الله مفكرا، وأبثّه باعثا على الأشجان مذكرا، ولا أقول كفى، وقد ذهب الواخذ «١٥» الذي كنت تتلافى، ولا أستشعر صبرا، وقد حلّ نور العلم قبرا، بل أغرق