للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستحكم ولفظ العزاء «١» المتلوّ. فأبكي بكاء النساء، وأصبر صبر الرؤساء، وأحرز «٢» رزايا الفضلاء، بفضل «٣» رزايا الأخسّاء، موازنة بين «٤» هذا الوجود، وبخل يتعاقب على محل الجود «٥» . فالدهر يسترجع ما وهب، كان الصّفر «٦» أو الذّهب. وإذا تحقّق عدم ثباته، وعدم «٧» استرجاعه لجميع هباته، كان «٨» المتعرّض لكثيره، محلا لتأثيره.

فلا غرو أن دهمكم الرّزء، مورد «٩» الفلك الدّابر «١٠» منه الجزء، فطالما بتّم ترضعكم الحكمة أخلافها، وتهبكم الخلافة آلافها، وتؤملكم «١١» الأيام خلافها. وإذا صحيت «١٢» العقول، وضنّ بما لديه المعقول، وصارت الأذهان إلى حيث لا تتصوّر والألسنة «١٣» بحيث لا تقول، وردتم معينا، ووجدتم معينا، وافتضضتموها كمثل «١٤» اللؤلؤ المكنون صورا «١٥» عينا. أظننتم أن عين الله «١٦» تنام، أم رمتم أن يكون صرحا إلى إله موسى ذلك السّنام؟ لشدّ ما شيّدتم «١٧» البناء، وألزمتم اتّباع الأب الأبناء «١٨» ، حتى غرق الأول في الآخر، وصار السّلف على ضخامته أقلّ المفاخر. ومن علت في علاها١»

قدم ترقّيه، ولم يصب «٢٠» بكماله عينا «٢١» يحفظ من عين العلن ويقيه، فكثيرا ما يأتيه محذوره من جهة توقّيه. هذا أبوكم، رضي الله عنه، حين استكمل، فعرف «٢٢» الضّارّ والشّافي، وتعذّرت صفات كماله على الحرف النّافي، فيا «٢٣» لله لفظة أواليها، وأتبعها زفرة تليها، لقد بحثت الأيام عن حتفها بظلفها، وسعت على قدمها إلى رغم أنفها، [حين أتلفت الواحد يزن مائة ألفها] «٢٤» ، فمن لبثّ الوصل