ومن شعره في الحكم قوله «١» : [الطويل]
هو الدّهر لا يبقي على عائذ به ... فمن شاء عيشا يصطبر لنوائبه
فمن لم يصب في نفسه فمصابه ... لفوت «٢» أمانيه وفقد حبائبه
ومن ذلك قوله «٣» : [الوافر]
ملاك الأمر تقوى الله، فاجعل ... تقاه عدّة لصلاح أمرك
وبادر نحو طاعته بعزم ... فما تدري متى يمضي «٤» بعمرك
ومن ذلك أيضا «٥» : [الوافر]
دماء فوق خدّك أم خلوق «٦» ؟ ... وريق ما بثغرك أم رحيق؟
وما ابتسمت ثنايا أم أقاح ... ويكنفها شفاه أم شقيق «٧»
وتلك سناة نوم ما تعاطت ... جفونك أم هي الخمر العتيق
لقد أعدت معاطفك انثناء ... وقلبي سكره ما إن يفيق
جمالك حضرتي وهواك راحي ... وكأسك مقلتي فمتى أفيق؟
ومن شعره في الأوصاف «٨» : [الخفيف]
أرسل الجوّ ماء ورد رذاذا ... سمّع «٩» الحزن والدّمائث رشّا
فانثنى حول أسوق الدّوح حجلا ... وجرى فوق بردة الرّوض رقشا
وسما في الغصون حلي بنان ... أصبحت من سلافة الطّل رعشا
فترى الزّهر ترقم الأرض رقما ... وترى الريح تنقش الماء نقشا
فكأنّ المياه سيف صقيل ... وكأنّ البطاح غمد موشّى