للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب عقب انصرافه من غرناطة في بعض قدماته عليها ما نصّه «١» : «ممّا قلته بديهة عند «٢» الإشراف على جنابكم السعيد، وقدومي «٣» مع النّفر الذين أتحفتهم السيادة «٤» سيادتكم «٥» بالإشراف عليه، والدخول إليه، وتنعيم الأبصار في المحاسن المجموعة لديه، وإن كان يوما قد غابت شمسه، ولم يتّفق أن كمل أنسه؛ وأنشده حينئذ بعض من حضر، ولعلّه لم يبلغكم، وإن كان قد بلغكم «٦» ففضلكم يحملني في «٧» إعادة الحديث «٨» : [الطويل]

أقول وعين الدّمع «٩» نصب عيوننا ... ولاح لبستان الوزارة جانب

أهذي سماء أم بناء سما به ... كواكب غضّت عن سناها الكواكب

تناظرت الأشكال منه تقابلا ... على السّعد وسطى عقده والجنائب «١٠»

وقد جرت الأمواه فيه مجرّة ... مذانبها شهب لهنّ ذوائب

وأشرف من علياه «١١» بهو تحفّه ... شماسي زجاج وشيها متناسب

يطلّ على ماء به الآس دائرا ... كما افترّ ثغر أو كما اخضرّ شارب

هنا لك ما شاء العلى من جلالة ... بها يزدهي بستانها والمراتب

ولما أحضر الطعام هنا لك، دعي شيخنا القاضي أبو البركات «١٢» إلى الأكل، فاعتذر بأنه صائم، قد بيّته من الليل، فحضرني أن قلت «١٣» : [المتقارب]

دعونا الخطيب أبا البركات ... لأكل طعام الوزير الأجلّ