أتعلم ما يلقى الفؤاد لبعدكم؟ ... ألا مذ نأيتم لا يعيد ولا يبدي «١»
فيا ليت شعري! هل تعود لنا المنى؟ ... وعيش كما نمنمت حاشيتي برد؟
عسى الله أن يدني السرور بقربكم ... فيبدو بنا الشّمل «٢» منتظم العقد
ومن شعره في النسيب وفقد الشباب «٣» : [الطويل]
توالت «٤» ليال للغواية جون ... ووافى صباح للرّشاد مبين
ركاب شباب أزمعت عنك رحلة ... وجيش مشيب «٥» جهّزته منون
ولا أكذب الرحمن فيما أجنّه «٦» ... وكيف وما «٧» يخفى عليه جنين «٨» ؟
ومن لم يخل أنّ الرّياء يشينه ... فمن مذهبي أن الرّياء يشين
لقد ريع قلبي للشّباب وفقده ... كما ريع بالعقد «٩» الفقيد ضنين «١٠»
وآلمني وخط المشيب بلمّتي ... فخطّت بقلبي للشجون فنون
وليل «١١» شبابي كان أنضر منظرا ... وآنق مهما لاحظته عيون
فآها «١٢» على عيش تكدّر صفوه ... وأنس خلا منه صفا وحجون
ويا ويح فودي أو فؤادي كلّما ... تزيّد شيبي كيف بعد يكون؟
حرام على قلبي سكون بغرّة «١٣» ... وكيف مع الشّيب الممضّ «١٤» سكون؟
وقالوا: شباب المرء شعبة جنّة ... فما لي عراني للمشيب «١٥» جنون؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute