وما حال شمل وتده «١» مفروق، وقاعدته فروق، وصواع «٢» بني أبيه مسروق، وقلب «٣» قرحه من عضّة الدهر دام، وجمرة حسرته ذات احتدام، هذا وقد صارت الصّغرى، التي كانت الكبرى، لمشيب لم يرع «٤» أن هجم، لمّا نجم، ثم تهلّل عارضه وانسجم:[الكامل]
لا تجمعي هجرا عليّ وغربة ... فالهجر في تلف الغريب سريع
نظرت فإذا الجنب ناب «٥» ، والنّفس فريسة ظفر وناب، والمال أكيلة انتهاب، والعمر رهن ذهاب، واليد صفر من كل اكتساب، وسوق المعاد مترامية، والله سريع الحساب:[الوافر]
ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الزمان
وهب أنّ العمر جديد، وظلّ الأمن مديد، ورأي الاغتباط بالوطن سديد، فما الحجّة لنفسي إذا مرّت بمطارح جفوتها، وملاعب هفوتها، ومثاقف «٦» قناتها، ومظاهر عزّاها «٧» ومناتها، والزمان «٨» ولود، وزناد الكون غير صلود «٩» : [الكامل]
وإذا امرؤ لدغته أفعى مرّة ... تركته حين يجرّ حبل يفرق «١٠»
ثم أن المرغّب قد ذهب، والدهر قد استرجع ما وهب، والعارض قد اشتهب، وآراء «١١» الاكتساب مرجوحة مرفوضة، وأسماؤه على الجوار مخفوضة، والنّيّة مع الله على الزّهد فيما بأيدي الناس معقودة، والتوبة بفضل الله عزّ وجلّ شروطها «١٢» غير معارضة «١٣» ولا منقودة، والمعاملة سامريّة، ودروع الصبر