فقلنا له: آمنّا «١» فإنّا عصابة ... أتينا لتثليث وإن شئت تسديسا «٢»
وما قصدنا إلّا الكؤوس وإنما ... لحنّا له في القول خبثا وتدليسا «٣»
ففتّحت الأبواب بالرحب منهم ... وعرّس طلاب المدامة تعريسا «٤»
فلما رأى زقّي «٥» أمامي ومزهري ... دعاني: أتأنيسا «٦» لحنت وتلبيسا؟
وقام إلى دنّ يفضّ ختامه ... فكبّس أجرام الغياهب تكبيسا «٧»
وطاف بها رطب البنان مزنّر ... فأبصرت عبدا صيّر الحرّ مرءوسا
سلافا حواها القار لبسا فخلتها ... مثالا من الياقوت في الحبر مغموسا «٨»
إلى أن سطا بالقوم سلطان نومهم ... ورأس قتيل «٩» الشمع نكّس تنكيسا
وثبت إليه بالعناق فقال لي: ... بحقّ الهوى هب لي من الضّمّ تنفيسا
كتبت بدمع العين صفحة خدّه ... فطلّس حبر الشعر كتبي تطليسا
فبئس الذي احتلنا وكدنا عليهم ... وبئس الذي قد أضمروا قبل ذا بيسا
فبتنا يرانا الله شرّ عصابة ... نطيع «١٠» بعصيان الشريعة إبليسا
وقال بديهة في غزالة من النحاس على بركة في محل طلب منه ذلك فيه «١١» :
[الكامل]
عنّت لنا من وحش وجرة ظبية ... جاءت لورد الماء ملء عنانها
وأظنّها إذا حدّدت آذانها ... ريعت بنا فتوقفت بمكانها
حيّت بقرني رأسها إذ لم نجد «١٢» ... يوم اللقاء تحية «١٣» ببنانها
حنّت على النّدمان من إفلاسهم ... فرمت قضيب لجينها لحنانها
لله درء غزالة أبدت لنا ... درّ الحباب تصوغه بلسانها