ديك إذا ما انثنى لفكرته ... رأى وجودا «١» طرائقا قددا «٢»
يرفل في طيلسانه ولها ... قد صيّر الدهر لونه كمدا
إذا دجا الليل غاب هيكله ... كأنّ حبرا عليه قد جمدا
كأنما جلّنار لحيته ... برجان حازا عن الهواء مدا
كأنّ حصنا علا بهامته ... أعدّه للقتال فيه عدا
يرنو بياقوتتي لواحظه ... كأنما اللحظ منه قد رمدا
كأنّ منجالتي ذؤابته «٣» ... قوس سماء «٤» من أجله بعدا
وعوسج مدّ من مخالبه ... طغى بها في نقاره وعدا
فذاك ديك جلّت محاسنه ... له صراخ بين الدّيوك غدا «٥»
يطلبني بالذي فعلت به ... فكم فللنا بلبّتيه مدى
وجّهته محنة لآكله ... والله ما كان ذاك منّي «٦» سدى
ولم نزل بعد نستعدي عليه بإقراره بقتله، ونطلبه بالقود عند تصرفه في «٧» العمل، فيوجه الدّيّة لنا في ذلك رسائل.
ومن شعره في غرض الحسن بن هانىء «٨» : [الطويل]
طرقنا ديور القوم وهنا وتغليسا ... وقد شرّفوا الناسوت إذ عبدوا عيسى
وقد رفعوا الإنجيل فوق رؤوسهم ... وقد قدّسوا الروح المقدّس تقديسا
فما استيقظوا إلّا لصكّة بابهم ... فأدهش رهبانا وروّع قسّيسا
وقام بها البطريق يسعى ملبّيا ... وقد ليّن «٩» الناقوس رفقا «١٠» وتأنيسا