للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها:

أيا دهر، إني قد سئمت تهدّفي ... أجرني فإنّ السّهم منك مصيب

إذا خفق البرق الطروق أجابه ... فؤادي ودمع المقلتين سكوب

وإن طلع الكفّ الخضيب بسحره «١» ... فدمعي بحنّاء الدماء خضيب

تذكّرني الأسحار دارا ألفتها ... فيشتدّ حزني والحمام طروب

إذا علقت نفسي بليت وربما ... تكاد تفيض أو تكاد تذوب

دعوتك ربّي والدعاء ضراعة ... وأنت تناجى بالدعا فتجيب

لئن كان عقبى الصبر فوزا وغبطة ... فإني على الصبر الجميل دروب

وبعثت إليه هدية من البادية، فقال يصف منها ديكا، وكتب بذلك، رحمة الله عليه «٢» : [المنسرح]

أيا صديقا جعلته سندا ... فراح فيما أحبّه وغدا

طلبت منكم صريدكا «٣» خنثا ... وجّهتموني «٤» مكانه لبدا

صيّر مني مؤرخا ولكم ... ظللت في علمه من البلدا

قلت له: آدم أتعرفه؟ ... قال: حفيدي بعصرنا ولدا

نوح وطوفانه رأيتهما؟ ... قال: علونا لفيضه «٥» أحدا

فقلت: هل لي بجرهم خبر؟ ... فقال: قومي وجيرتي السّعدا

فقلت: قحطان هل مررت به؟ ... قال: نفثنا ببرده العقدا

فقلت: صف لي سبا وساكنها ... فعند هذا تنفّس الصّعدا

وقال «٦» : كم لي بدجنهم سحرا ... من صرخة لي وللنؤوم «٧» هدا

فقلت: هاروت هل سمعت به؟ ... فقال: ريشي لسحره «٨» نفدا

فقلت: كسرى وآل شرعته؟ ... فقال: كنّا بجيشه وفدا

ولّوا وصاروا وها أنا لبد «٩» ؟ ... فهل رأيتم من فوقهم أحدا؟