ومن الذي غدر العدوّ به دجى ... فانفضّ كلّ وهو لا يتزعزع؟
تمضي الفوارس والطعان يصدّها ... عنه ويزجرها «١» الوفاء فترجع
والليل من وضح التّرائك والظّبا «٢» ... صبح على هام الكماة ممنّع «٣»
عن أربعين ثنت أعنّتها دجى ... ألفان ألف حاسر ومقنّع
لولا رجال كالجبال تعرّضت ... ما كان ذاك السيل مما يردع «٤»
يتقحّمون على الرماح كأنهم ... إبل «٥» عطاش والأسنة تكرع «٦»
ومن الدّجى لهم «٧» على قمم الرّبى ... وذؤابة بين الظّبا تتقطّع
نصرت ظلام الكفر ظلمة ليلة ... لم يدر فيها الفجر أين المطلع «٨»
لولا ثبوتك تاشفين لغادرت ... أخرى الليالي وهيبة لا ترقع
فثبتّ والأقدام تزلق والرّدى «٩» ... حول السّرادق والأسنّة تقرع
لا تعظمنّ «١٠» على الأمير فإنها ... خدع الحروب وكل حرب تخدع «١١»
ولكل يوم حنكة وتمرّس ... وتجارب في مثل نفسك تنجع
يا أشجع الشجعان «١٢» ليلة أمسه ... اليوم «١٣» أنت على التجارب أشجع
أهديك من أدب الوغا حكما بها ... كانت ملوك الحرب مثلك تولع
لا أنّني أدرى بها لكنها ... ذكرى تخصّ المؤمنين وتنفع
اختر من الخلق المضاعفة التي ... وصّى بها صنع السّوابغ تبّع «١٤»