يطلع البدر منك حاجب شمس ... ويرى الليث في إهاب هلال
يا لصنهاجة وحولك منهم ... خير جيش عليهم خير وال
ملك ليس يركب الدهر إلّا ... كلّ عالي الركاب عالي القذال
ما عرا الجدب أو علاه «١» الخطب ... سال غيثا ولاح بدر كمال
وحفيف على أمور خفاف ... وثقيل على أمور ثقال
لاعب المعطفين بالحمد زهوا ... شيمة الرّمح هزّة في اعتدال
مسترقّ النفوس خوفا وحسنا ... إنما السيف هيبة في جمال
شيم كالغمام ينشر في الرو ... ض بأندابه صغار اللّآل
وسجايا تفتّحت زهرات ... وخلال تسدّ كل اختلال
أنت يا تاشفين والله واق ... لك شخص العلا ونفس الكمال
ليس آمال من على الأرض إلّا ... أن ترى وأنت غاية الآمال
وهنيّا بأن نهضت وأقبل ... ت عزيز النّهوض والإقبال
وعلى الكفر منك حرّ مجير ... وعلى الدّين منك برد ظلال
يا فتى والزمان نعمى وبؤس ... شرّ حال أفضت إلى خير حال
وبما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال
ربّ أشياء ليس يبلغ منها ... كنه ما في النّفوس بالأقوال
غير أن الكلام إن جلّ قدرا ... وعلا كنت فوقه في الفعال
ومن شعره، وقد بيّت العدوّ محلّة الأمير تاشفين، ويذكر حسن ثباته، وقد أسلمه قومه، وهي من القصائد المفيدة، المبدية في الإحسان المعيدة «٢» : [الكامل]
يا أيها الملك «٣» الذي يتقنّع «٤» ... من منكم البطل الهمام الأروع «٥» ؟