وعابس للمنايا «١» وهي ضاحكة ... من خدّه بثغور زانها أشر
وكل حارسة في الرّوع لابسها ... منسوجة من عيون ما لها نظر
أعدت للحرب إنذارا سخوت بها ... على الرّجال التي منها لها وزر
قضتك من حمير صيد غطارفة ... فضّ الرجاحة عوص الدهر ينحبر
ملثّمون حياء كلّما سفرت لهم ... وجوه المنايا في الوغا سفروا
جادوا بطعن كأسماع المحاص ... إلى ضرب كما فغرت أفواهها الحمر
وحدت عنها محيّا مروّعة ... فضت بما مجّ في أحشائك الذّعر
فرّت إلى حتفها من حتفها فمضت ... والموت يطردها والموت ينتظر
قالوا: نجا بذماء «٢» النّفس منك فما ... نجا وقد بقرته الحيّة الذّكر
توزّعت نفسا على حشيّتها ... من «٣» للوساوس يحدو جيشها السّهر؟
نصر عزيز وفتح ليس يعدله ... فتح ولله فيه الحمد والشكر
فاهنأ به ابن أمير المسلمين ودم ... للملك ما قامت الآصال والبكر
واهنأ بعيدك وافخر شانئيك به ... فإنّها نسك الأسياف لا الجزر
جاورت بحرك تغشاني مواهبه ... فمن بذاك ونظمي هذه الدّرر
وأنشد أيضا من شعره قوله، رحمة الله عليه: [الخفيف]
ركبت خيلها جيوش الضّلال ... وسرت من رماحها بذبال
ملقيات دروعها لا لوقت ... فيه تنضو الجلود رقش الصّلال
حثّ في إثرها الأمير بعقبا ... ن جياد هوت بأسد رجال
في صقيل البريك تحدث للشم ... س بعكس الشّعاع حمّى اشتعال
لاث بالريح عمّة من غبار ... ومشى للحديد في أذيال
كلّما جرّها على الصّلد أبقت ... كخطوط الصّلال فوق الرمال
لبست أمرها على الرّوم حتى ... فجئتها كعادة الآجال
أبدلت هامها قصار قدود ... بطوال من الرّماح الطوال
والذي فرّ عن سيوفك أودى ... بقنا الرّعب في ثنايا الجبال
كنت فيها وأنت في كل حرب ... مغمد النّصل في طلى الأبطال