للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الذّؤابة من صنهاجة ملك ... أغرّ أبلج يستسقى به المطر

مؤيد من أمير المسلمين له هوى ... ورأي ومن سير له سير

أنحى على الجور يمحو رسم أحرفه ... حتى استجار بأحداق المهى الحور

يا تاشفين، أما تنفكّ بادرة ... من راحتيك المنايا الحمر تبتدر؟

وكم ترنّح في روض جداوله ... بيض السيوف وملتفّ للقنا شجر

هي التّرايك فوق الهام لا حبب ... والسّابغات على الأعطاف لا القدر

لك الكتائب ملء البيد غازية ... إذا أتت زمر منها مضت زمر

على ساكبها للنّقع أردية من ... تحتها جلّق من تحتها زبر

تدبّ منها إلى الأعداء سابلة ... عقارب ما لها إلّا القنا إبر

بعثتها أسدا شتّى إذا مرجت ... جنّ الوغا انقضّ منها أنجم زهر

يا أيها الملك الأعلى الذي سجدت ... لسيفه الهام في الهيجاء والقصر

أعر حرار ضلوعي برد ما نهلت ... خيل الزّبير ونار الحرب تستعر

حيث الغبار دخان والظّبا لهب ... والأسنّة في هام العدا شرر

والنّقع يطفو وبيض الهند راسية ... إن الصواعق يوم الغيم تنكدر

أعطى الزبير فتى العلياء صارمه ... لكن بسعدك ما لم يعطه عمر

ولّته أظهرها الأبطال خاضعة ... تكبو وتصفعها الهنديّة البتر

بحر من الخلق المسرود ملتطم ... يسيل من كل سيف نحوه نصر

أمّ ابن الزبير ابن رذمير بداهية ... عضّت ومسّك من أظفاره ظفر

لقد نفحت من التّيجان في محم ... وأين من فتكات الضّيغم النّمر؟

لقد نجوت طليق الركض في وهن ... من الأسنّة حتى جاءك القدر

خلعت درعا واعتضت الظّلام بها ... وخاض بحر الوغا مركوبك الخطر

ومنها:

ما بال إنجيلك المتروك ما ذمرت ... نفوس قومك منه الآي والسّور

أهديتها غير مشكور مضمّرة ... ملء الأعنّة منها الزّهو والأسر

وظلّ طفل من البولاد دانية ... سمراء «١» ترضعه اللبّات والثّغر