للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذممت كل قرشي، وأكرمت لأجل وحشي «١» كلّ حبشي، وقلت إن بيعة السّقيفة لا توجب لإمام «٢» خليفة، وشحذت شفرة غلام «٣» المغيرة بن شعبة، واعتقلت «٤» من حصار الدار وقتل أشمطها «٥» بشعبة، وغادرت الوجه من الهامة خضيبا، وناولت من قرع سنّ الخمسين «٦» قضيبا، ثم أتيت حضرة المعصوم «٧» لائذا، وبقبر الإمام المهديّ عائذا. لقد آن لمقالتي أن تسمع، وأن «٨» تغفر لي هذه الخطيئات أجمع:

[الطويل]

فعفوا أمير المؤمنين فمن لنا ... بحمل «٩» قلوب هدّها الخفقان

[وكتب مع ابن له صغير آخرة] «١٠» : [البسيط]

عطفا علينا أمير المؤمنين، فقد ... بان العزاء لفرط البثّ والحزن

قد أغرقتنا ذنوب كلّها لجج ... وعطفة منكم أنجى من السّفن

وصادفتنا سهام كلّها غرض ... لها ورحمتكم «١١» أوقى من الجنن

هيهات للخطب أن تسطو حوادثه ... بمن أجارته رحماكم من المحن

من جاء عندكم يسعى على ثقة ... بنصره لم يخف بطشا من الزمن

فالثوب يطهر بعد «١٢» الغسل من درن ... والطّرف ينهض بعد الرّكض من وسن

أنتم بذلتم حياة الخلق كلّهم ... من دون منّ عليهم لا ولا ثمن

ونحن من بعض من أحيت مكارمكم ... تلك الحياتين من نفس ومن بدن

وصبية كفراخ الورق من صغر ... لم يألفوا النّوح في فرع ولا فنن

قد أوجدتهم أياد منك سابغة «١٣» ... والكلّ لولاك لم يوجد ولم يكن