للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا ما أراد الصّعب أغرى بنيله ... صدور العوالي والمطهّمة الجردا

فكم معتد أردى وكم تائه هدى ... وكم حكمة أخفى وكم نعمة أبدى

أبا سالم، دين الإله بك اعتلى ... أبا سالم، ظلّ الإله بك امتدّا

فدم من دفاع الله تحت وقاية ... كفاك بها أن تسحب الحلق السّردا

ودونكها منّي نتيجة فكرة ... إذا استرشحت للنظم كانت صفا صلدا

ولو تركت منّي الليالي صبابة ... لأجهدتها ركضا وأرهقتها شدّا

ولكنه جهد المقلّ على الثّوى «١» ... وقد أوضح الأعذار من بلغ الجهدا

ومن ذلك قصيدة أنشدتها مولاي السلطان الغني بالله بمحضري بالمشور الحافل، المتّخذ بعد الرجوع إلى الأندلس، في بعض ليالي المولد الكريم، المنوّه بوليمتها، وهي خاتمة النّظم في هذا الغرض المقتضى الإلمام، بمدح السلطان، صرف الله وجوهنا إليه «٢» : [الخفيف]

ما على القلب بعدكم «٣» من جناح ... أن يرى طائرا بغير جناح

وعلى الشّوق أن يشبّ إذا هبّ ... بأنفاسكم نسيم الصباح

جيرة الحيّ، والحديث شجون «٤» ... والليالي تلين بعد الجماح

أترون السّلوّ خامر قلبي ... بعدكم «٥» لا وفالق الإصباح

ولو اني أعطى اقتراحي على ال ... أيام ما كان بعدكم باقتراحي «٦»

ضايقتني فيكم صروف الليالي ... واستدارت عليّ دور الوشاح

وسقتني كأس الفراق دهاقا ... في اغتباق مواصل باصطباح «٧»

واستباحت من جدّتي وفتائي «٨» ... حرما لم أخله بالمستباح

قصفت صعدة انتصاري وفلّت ... غرب عزمي المعدّ يوم كفاحي «٩»