فماذا «١» عسى يثني عليك مقصّر ... ولم يأل فيك الله «٢» شكرا ولا حمدا
بماذا عسى يجزيك هاو على شفا ... من النار قد أسكنته «٣» بعدها الخلدا
عليك صلاة الله يا خير مرسل ... وأكرم هاد أوضح الحقّ والرّشدا «٤»
عليك صلاة الله يا كاشف العمى ... ومذهب ليل الشّرك «٥» وهو قد اربدّا
إلى كم أراني في البطالة كانعا ... وعمري قد ولّى، ووزري قد عدّا
تقضّى زماني في لعلّ وفي عسى ... فلا عزمة تمضي ولا لوعة تهدا
حسام جبان كلّما شيم نصله ... تراجع بعد العزم والتزم الغمدا
ألا ليت شعري هل أراني ناهدا ... أقود القلاص البدن والضّامر النّهدا
رضيع لبان الصدق فوق شملّة «٦» ... مضمّرة وسّدت من كورها «٧» مهدا
فتهدي بأشواقي السّراة إذا سرت ... وتحدي بأشعاري «٨» الرّكاب إذا تحدى
إلى أن أحطّ الرّحل في تربك الذي ... تضوّع ندّا ما رأينا له ندّا
وأطفىء في تلك الموارد غلّتي ... وأحسب قربا مهجة شكت البعدا
بمولدك «٩» اهتزّ الوجود فأشرقت ... قصور ببصرى ضاءت الهضب والوهدا
ومن رعبه الأوثان خرّت مهابة ... ومن هوله إيوان كسرى قد انهدّا
وغاض له الوادي وصبّح عزّه ... بيوتا لنار الفرس أعدمها الوقدا
رعى الله منها ليلة أطلع الهدى ... على الأرض من آفاقها القمر السّعدا
وأقرض ملكا قام فينا بحقّها ... لقد أحرز الفخر المؤثّل والمجدا
وحيّا على شطّ الخليج محلّة ... يحالف من ينتابها العيشة الرّغدا
وجاد الغمام العدّ فيها خلائفا ... مآثرهم لا تعرف الحصر والعدّا
عليّا وعثمان «١٠» ويعقوب، لا عدا ... رضى الله ذاك النّجل والأب والجدّا
حموا وهم في حومة البأس والنّدى ... فكانوا الغيوث المستهلّة والأسدا
ولله ما قد خلّفوا من خليفة ... حوى الإرث عنهم والوصيّة والعهدا