للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أين نور الأبدان من عنصر النا ... ر إذا ما اعتبرته يا صاح

بنية كان فضلها لك مذخو ... را كزهر الرّياض في الأدواح

حين طاب الزّمان واعتدل الفص ... ل استجدّت وبادرت بافتتاح

هاكها قد تتوّجت بالمعاني ... واكتست حلّة اللّغات الفصاح

حين غاض الشّباب وارتجع الفك ... ر وضاق الخطو العريض السّاح

جهد قلب لفقت «١» بعد جهاد ... نقطة من قليبه الممتاح

ومعاني البيان منّ عذاري ... لا يبح «٢» للشّيوخ عقد نكاح

مع شيخ «٣» سوى الرجوع إلى اللّ ... هـ ونجوى أهل التّقى والصّلاح

ولزوم الباب الذي يجبر الكس ... ر ووصل السؤال والإلحاح

وعلى ذاك «٤» فهي ساحرة الأح ... داق تري بكلّ خود رداح

تنفث السّحر في الجفون وتهدي ... طرر الحسن في الوجوه الملاح

دمت في عزّة ورفعة قدر ... بين مغدى موفّق ومراح

ما تولّت دهم الدّجنّة غدوا ... وجرت خلفهن شهب الصّباح

ومن غرض الأمداح قولي في امتداح سلطان المغرب أبي عنان، لما توجّهت إليه رسولا، محمّلا مصالح البلاد والعباد، واستدعى الشعر مني فقلت «٥» :

[الكامل]

أبدى لداعي الفوز وجه منيب ... وأفاق من عذل ومن تأنيب

كلف الجنان إذا جرى ذكر الحمى ... والبان حنّ له حنين النّيب «٦»

والنّفس لا تنفكّ تكلف بالهوى ... والشّيب يلحظها بعين رقيب

رحل الصّبا فطرحت في أعقابه ... ما كان من غزل ومن تشبيب

أترى التّغزّل بعد أن ظعن الصّبا ... شأني الغداة أو النّسيب نسيبي «٧» ؟

أنّى لمثلي بالهوى من بعد ما ... للوخط في الفودين أيّ دبيب

لبس البياض وحلّ ذروة منبر ... منّي ووالى الوعظ فعل خطيب