توهّج نار الخدّ نار جوانحي ... ويعيث وسواس الحلى بوسواس
يا قلب، صبرا في الغرام وحسبة ... لمن تشكّى بالدّاء والممرض الآس
ومطلولة الأعطاف جرّت ذيولها ... على مسكة من مسكة الغاسق القاسي
يحدّق من أجفانه نرجس الرّبى ... وهدّد من آذانه ورق الآس
لعمرك ما أرى وقد ثقّف النّهى ... إذا التبس الحقّ المبيّن بالياس
أتلك شمال أم شمول مدارة ... على كل غصن في الحديقة ميّاس؟
لقد ضعضعت حلمي ولم أر نسمة ... تضعضع من هبّاتها جبل راس
رعى الله أجراع الحمى دار صبوتي ... ومربع آلامي ومعهد إيناسي
فما كان فيه الوصل إلّا علالة ... كنقبة مرتاح ونهبة خلّاس
وقالوا: أبعت العيش بعد فراقنا ... فلفّفت أدراني حياء على الرّاس
ثقوا بوفائي ما استقلّت جوارحي ... ورعي ذمامي ما تماسك إحساسي
ولا تعذروني إن نسيت عهودكم ... وإن رفع الله الجناح عن الناس
فؤادي غنيّ بالوفاء وربما ... تسجّل في صبري وثيقة إفلاس
لي الله من قلب خفوق معذّب ... يرى أنّ ما بالموت في الحبّ من باس
تجول بنات الفكر حول خياله ... كما حفّ جوّال الفراش بنبراس
أفوّض للرحمن أمري في الهوى ... وأعلق كفّي من حماه بأمراس
وآمل لطف الله فيه فإنه ... أبرّ بميثاق وأوفى بقسطاس
وقلت في النّسيب كذلك: [الطويل]
أما وخيال في المنام يزور ... وإن كان عندي أنّ ذلك زور
لقد ضقت ذرعا بالشّوى «١» بعد بعدكم ... على أنني للنائبات صبور
أدافع في شوقي ووجدي كتائبا ... تزلزل رضوى عندها وثبير «٢»
سرايا إذا ما الليل مدّ رواقه ... على ساحة الصّبر الجميل ثغير
برى جسدي فيكم غرام ولوعة ... إذا سكن الليل البهيم تثور
ولا أنني إذ «٣» ما اهتدى نحو مضجعي ... خيالكم بالليل حين يزور