ولم تبق يوما للخورنق رونقا ... ولا شعّبت بالقتل من شعب بوّان
وكم من أبيّ سامه العسر دهره ... فأبدى له بعد الرّضا وجه غضبان
ومحتقر ماضي الذّبابين في الوغى ... سطا منه بالأنف الحميّ ذبابان
وأيّ سرور لم يعد بمساءة ... وأيّ كمال لم يعاقب بنقصان
ومن باع ما يبقى بفان فإنما ... تعجّل في دنياه صفقة خسران
خذوها على بعد النّوى من مسهّد ... حليف أسى ما في الجوانح لهفان
وو الله ما وفّيت حقّ مودة ... ولكنه وسعي ومبلغ إمكاني
ومهما تساوى طيّب ومقصّر ... بحال فحكم النّطق والصّمت سيّان
ولا لوم لي في العجز عن نيل فائت ... فإنّ الذي أعيا البريّة أعياني
ومن الاسترجاع والاعتبار، والتحزّن لورطة الغفلة، وما توفيقي إلّا بالله، قلت من الشعر المتقدم عن هذا الوقت: [الطويل]
جهاد هوى لكن بغير ثواب ... وشكوى جوى لكن بغير جواب
وعمر تولّى في لعلّ وفي عسى ... ودهر تقضّى في نوى وعتاب
أما آن للمنبتّ في سبل الهوى ... بأن يهتدي يوما سبيل صواب؟
تأمّلتها خلفي مراحل جبتها ... يناهز فيها الأربعين حسابي
جرى بي طرف اللهو حتى شكا الوجى «١» ... وأقفر من زاد النشاط جرابي
وما حصلت نفسي عليها بكامل ... ولا ظفرت كفّي ببعض طلاب
نصيبي منها حسرة كونها مضت ... بغير زكاة وهي مثل نصاب