للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بساط طواه الدهر إلّا تذكّرا ... كما تنقع الرّمضاء غلّة ظنّان

وإن ذكر الإخوان، من مثل أحمد؟ ... ألا كلّ مرعى تعده غير سعدان «١»

ذخيرة أيامي ووسطى قلادتي ... ونكتة إخلاصي وحكمة ديواني

وثرّان ضلت «٢» الفضل يوم استفادة ... هداني إلى نهج السّبيل وهاداني

شهيد ذرت عيني عليه نجيعها ... كأنّهم واروه ما بين أجفان

أخلّاء كانوا في الشّدائد عدّة ... إذا أثمرت هوج الخطوب بخطبان

وقد «٣» شلّهم شوى الرّدى فتجمّلوا ... وحلّوا جوار الله أكرم ضيفان

يحقّ لهم أن يغبطوا إذ تنقلوا ... إلى العالم الباقي وللعالم «٤» الفاني

وما أكتب اللّقيا «٥» وإن بعد المدى ... ويا قرب ما بين المعجّل والواني

سكنتم فحرّكتم جحيم جوانحي ... وغبتم فأحضرتم لواعج أحزاني

ويمّمتم دار النّعيم وإنّني ... لأشقى، فيا بؤسي بسكّان نعمان

ولو أنّني أعطيت نفسي حقّها ... فما أنا للعهد الكريم بخوّان

ولا عار في ورد الحمام فإنه ... سبيل الورى ما بين شيب وشبّان

لعمرك ما يصفو الزمان لوارد ... وإن طال ما أحمى لظى الحرب صفّان

وقس آتيا من أمره بالذي مضى ... فربّ قياس كان أجلى «٦» لبرهان

أما تركت كسرى كسيرا صروفه ... ولان على صولاته ملك اللان؟

ومدّ إلى سيف أكفّ اعتدائه ... فأخرجه بالرّغم من غمد غمدان «٧» ؟

وهل دافعت خطبا توابع تبّع ... وهل درأت كربا سياسة ساسان؟

وكان قياد الصّعب صعبا ممنّعا ... فألقى إلى الدّنيا مقادة إذعان

جلت لبني العباس وجه عبوسها ... وقبل أمدّت سرب أبناء مروان

وكم أخلفت شتّى المنى من خليفة ... وأذوت رياح الدهر إذواء تيجان

وغادرت القصر المشيد بناؤه ... بسنداد قفرا بلقعا بعد عمران