للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومساحب ذيلك، حيث مصافّ الجهاد في سبيل الله وسبيلك، قد ظلّلها القتام، وشهبان الأسنّة أطلعها «١» منه الإعتام، وأسواق بيع النفوس من الله قد تعدّد بها «٢» الأيامى «٣» والأيتام، حيث الجراح قد تحلّت بعسجد نجيعها النحور، والشّهداء تحفّ بها الحور، والأمم الغريبة قد قطعتها «٤» عن المدد البحور، حيث المباسم المفترّة، تجلوها المصارع البرّة، فتحييها بالعراء «٥» ثعور الأزاهر، وتندبها صوادح الأدواح برنّات تلك المزاهر «٦» ، [وتحمل «٧» السحاب أشلاءها المعطّلة من ظلّها «٨» بالجواهر،] «٩» حيث «١٠» الإسلام من عدوّه المكايد بمنزلة قطرة من عارض غمام، وحصاة من ثبير «١١» أو شمام «١٢» ، وقد سدّت الطريق، وأسلم الفراق الفريق «١٣» ، وأغضّ الريق، ويئس من الساحل الغريق، إلّا أن الإسلام بهذه الجهة المتمسكة بحبل الله وحبلك، المهتدية بأدلّة سبلك، سالم والحمد لله من الانصداع، محروس بفضل الله من الابتداع، مقدود من جديد الملّة، معدوم فيه وجود الطوائف المضلّة، إلّا ما يخصّ الكفر من هذه العلّة، والاستظهار على جمع الكثرة من جموعه بجمع القلّة.

ولهذه الأيام، يا رسول الله، أقام الله أوده «١٤» برّا بوجهك الوجيه ورعيا، وإنجازا لوعدك «١٥» وسعيا «١٦» ، وهو الذي لا يخلف وعدا ولا يخيب سعيا، وفتح لنا فتوحا «١٧» أشعرتنا برضاه عن وطننا الغريب، وبشّرتنا منه تعالى بتغمّد «١٨» التقصير ورفع التّثريب «١٩» ، ونصرنا وله المنّة على عبدة الصليب، وجعل لألفنا الرّدينيّ «٢٠»