النّفس «١» كيف حال تلك الشّمائل، المزهرة الخمائل؟ والشّيم «٢» ، الهامية الدّيم، هل يمرّ ببالها من راعت بالبعد باله؟ وأخمدت بعاصف البين ذباله «٣» ؟ أو ترثي لشؤون شأنها سكب لا يفتر، وشوق يبتّ حبال الصّبر ويبتر، وضنى تقصر عن حلله الفاقعة صنعاء وتستر، والأمر أعظم والله يستر. وما الذي يضيرك؟ صين من لفح السّموم نضيرك، بعد أن أضرمت وأشعلت وأوقدت وجعلت، وفعلت فعلتك التي فعلت، أن تترفّق بذماء، أو تردّ بنغبة «٤» ماء أرماق ظماء، وتتعاهد المعاهد بتحيّة يشمّ عليها شذا أنفاسك، أو تنظر إلينا على البعد بمقلة حوراء من بياض قرطاسك، وسواد أنفاسك «٥» ، فربما قنعت الأنفس المحبّة بخيال زور، وتعلّلت بنوال منزور، ورضيت لمّا لم تصد العنقاء بزرزور:[الكامل]
يا من ترحّل والرياح «٦» لأجله ... تشتاق «٧» إن هبّت شذا ريّاها
تحيي النفوس إذا بعثت تحية ... فإذا عزمت اقرأ وَمَنْ أَحْياها
«٨»
ولئن أحييت بها فيما سلف نفوسا تفديك، والله إلى الخير يهديك، فنحن نقول معشر مريديك «٩» : ثنّ ولا تجعلها بيضة الدّيك «١٠» ، وعذرا فإنّي لم أجترىء «١١» على خطابك بالفقر الفقيرة، وأدللت لدى حجراتك برفع العقيرة، عن «١٢» نشاط بعثت «١٣» مرموسه «١٤» ، ولا اغتباط بالأدب تغري بسياسته سوسه، وانبساط أوحى إليّ على الفترة ناموسه، وإنما هو اتفاق جرّته نفثة المصدور، وهناء الجرب المجدور، وخارق