للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعشيّاته تتخافت وتتلاشى، [ومزنه باك] «١» وأدواحه «٢» [في ارتباك، وحمائمه] «٣» في مأتم ذي اشتباك، كأن لم تكن قمر «٤» هالات قبابه، ولم يكن «٥» أنسك شارع بابه، إلى صفوة الظّرف ولبابه، ولم يسبح إنسان عينك في ماء شبابه. فلهفي عليك من درّة اختلستها يد النّوى، ومطل بردّها الدهر ولوى، ونعق الغراب ببينها في ربوع الجوى «٦» ، ونطق بالزّجر فما نطق عن الهوى. وبأي شيء يعتاض «٧» منك أيتها الرياض، بعد أن طمى نهرك الفيّاض، وفهقت الحياض؟ ولا كان الشّانىء المشنوء «٨» ، والجرب «٩» المهنوء، من قطع ليل أغار على الصّبح فاحتمل، وشارك في الذّمّ الناقة والجمل، واستأثر جنحه ببدر النادي لما كمل. نشر الشّراع فراع، وأعمل «١٠» الإسراع، كأنما هو تمساح النّيل ضايق الأحباب في البرهة، واختطف لهم من الشّطّ نزهة العين وعين النّزهة. ولجّج «١١» بها والعيون تنظر، والغمر عن «١٢» الاتباع يحظر، فلم يقدر إلّا على الأسف، والتماح الأثر المنتسف «١٣» ، والرجوع بملء العيبة من الخيبة، ووقر «١٤» الجسرة من الحسرة. إنما «١٥» نشكو «١٦» إلى الله البثّ والحزن، ونستمطر من عبراتنا «١٧» المزن، وبسيف الرجاء نصول، إذا شرعت «١٨» لليأس أسنّة ونصول «١٩» : [البسيط]

ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممّن داره صول «٢٠»

فإن كان كلم «٢١» الفراق رغيبا «٢٢» ، لمّا نويت مغيبا، وجلّلت الوقت الهنيّ تشغيبا، فلعلّ الملتقى يكون قريبا، وحديثه يروي صحيحا غريبا. إيه شقّة