والظّلال اليزنيّة، والهمم السّنيّة، والشّيم التي لا ترضى بالدّون ولا بالدّنيّة، حيث الرّفد الممنوح، والطّير الميامن يزجر لها السّنوح، والمثوى الذي إليه مهما تقارع الكرام على الضّيفان حول جوابي الجفان الميل والجنوح «١» : [الكامل]
نسب كأنّ عليه من شمس الضّحى ... نورا ومن فلق الصباح عمودا
ومن حلّ بتلك المثابة فقد اطمأنّ جنبه، وتغمّد بالعفو ذنبه. ولله درّ القائل «٢» :
[الكامل]
فوحقّه لقد انتدبت لوصفه ... بالبخل لولا أنّ حمصا داره
بلد متى أذكره تهتج لوعتي ... وإذا قدحت الزّند طار شراره
اللهمّ غفرا، لا كفرا «٣» ، وأين قرارة النّخيل، من مثوى الأقلف البخيل، ومكذبة المخيل؟ وأين ثانية هجر، من متبوّإ من ألحد وفجر؟ [المتدارك]
من أنكر غيثا منشؤه ... في الأرض فليس «٤» بمخلفها
فبنان بني مزنى مزن ... تنهلّ بلطف مصرّفها
مزن مذ حلّ ببسكرة ... يوما نطقت بمصحّفها «٥»
شكرت حتى بعبارتها ... وبمعناها وبأحرفها
ضحكت بأبي العباس من ال ... أيام ثنايا زخرفها
وتنكّرت الدنيا حتى ... عرفت منه بمعرّفها
بل نقول: يا محلّ الولد لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ
(٢) «٦» ، لقد حلّ بينك عرى الجلد، وخلّد الشوق بعدك يا ابن خلدون في الصّميم من الخلد.
فحيّا الله زمنا شفيت برقى «٧» قربك زمانته، واجتليت في صدف مجدك جمانته «٨» ، ويا من لمشوق لم تقض من طول خلّتك لبانته، وأهلا بروض أظلّت أشتات معارفك بانته، فحمائمه بعدك تندب «٩» ، فيساعدها الجندب، ونواسمه ترقّ فتتغاشى «١٠» ،