للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأثافي المثلّثة عن منازل الموحّدين، وأحار بين تلك الأطلال حيرة الملحدين، لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. كلفت لعمر الله، بسال عن جفوني المؤرقة، ونائم عن همومي المتجمّعة «١» المتفرّقة، ظعن عن ملال «٢» ، لا متبرّما مني بشرّ خلال، وكدّر الوصل بعد صفائه، وضرّج النّصل بعد عهد وفائه «٣» : [الطويل]

أقلّ اشتياقا أيّها القلب ربّما «٤» ... رأيتك تصفي الودّ من ليس جازيا «٥»

فها أنا أبكي عليه بدم أساله، وأنهل فيه أسى له «٦» ، وأعلّل بذكراه قلبا صدعه، وأودعه من الوجد ما أودعه، لمّا خدعه، ثم قلاه وودّعه، وأنشق ريّاه أنف ارتياح قد جدعه، وأستعديه «٧» على ظلم ابتدعه «٨» : [الطويل]

خليليّ، هل أبصرتما أو سمعتما «٩» ... قتيلا بكى، من حبّ قاتله، قبلي؟

فلولا عسى الرجاء ولعلّه، لا بل شفاعة المحلّ الذي حلّه، لمزجت الحنين بالعتب «١٠» ، وبثثت كتائبه «١١» كمناء في شعاب الكتب، تهزّ من الألفات رماحا خزر الأسنّة، وتوتّر «١٢» من النّونات أمثال القسيّ المرنّة «١٣» ، وتقود من مجموع الطّرس والنّقس «١٤» بلقا تردي «١٥» في الأعنّة. ولكنه أوى «١٦» إلى الحرم الأمين، وتفيّأ ظلال الجوار المؤمّن من معرّة العوار «١٧» عن الشمال واليمين، حرم الخلال «١٨» المزنيّة،