فيما استضفت وملكت، ولا بعدت ولا هلكت، وكان لك آية سلكت، ووسمك من السعادة بأوضح السّمات، وأتاح لقاءك من قبل الممات. والسلام الكريم يعتمد جلال «١» ولدي، وساكن خلدي، بل أخي، وإن اتّقيت «٢» عتبه وسيدي، ورحمة الله وبركاته. [من محبّه المشتاق إليه محمد بن عبد الله بن الخطيب، وفي الرابع عشر من شهر ربيع الثاني، من عام سبعين وسبعمائة]«٣» .
وخاطبت الفقيه أبا زكريا بن خلدون، لما ولّي الكتابة عن السلطان أبي حمّو موسى بن زيّان «٤» ، واقترن بذلك نصر وصنع غبطته به، وقصدت بذلك تنفيقه وإنهاضه لديه «٥» :
نخصّ الحبيب الذي هو في الاستظهار به أخ وفي الشّفقة عليه ولد، والوليّ الذي ما بعد قرب مثله أمل ولا على بعده جلد، والفاضل الذي لا يخالف في فضله ساكن ولا بلد، أبقاه الله وفاز فوزه وعصمته لها من توفيق الله سبحانه «٦» عمد، ومورد سعادته المسوغ لعادته لا غور ولا ثمد «٧» ، ومدى إمداده من خزائن إلهام الله وسداده ليس له أمد، وحمى فرح قلبه بمواهب من «٨» ربّه أن «٩» يطرقه كمد. تحية محلّه، من صميم قلبه بمحلّه، المنشئ رواق الشّفقة مرفوعا بعمد المحبّة والمقة «١٠» فوق ظعنه وحلّه، مؤثره ومجله، المعتني بدقّ أمره وجلّه «١١» ، ابن الخطيب «١٢» . من الحضرة الجهادية غرناطة صان الله خلالها «١٣» ، ووقى هجير هجر الغيوم ظلالها، وعمر بأسود الله أغيالها، كما أغرى بمن «١٤» كفر بالله صيالها «١٥» . ولا زائد إلّا منن من «١٦» الله تصوب، وقوة يستردّ بها المغصوب، ويخفض «١٧» الصّليب المنصوب، والحمد لله