للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلما استقبل باب أمل وكّله الله بفتحه. أمّا ما قرّره ولاؤكم من حبّ زكا عن «١» حبّة القلب حبّه، وأنبته النبات الحسن ربّه، وساعده من الغمام سكبه، ومن النّسيم اللّدن مهبّه، فرسم ثبت عند الوليّ «٢» نظيره، من «٣» غير معارض يضيره، وربما أربى بتذييل مزيد، وشهادة ثابت ويزيد «٤» . ولم لا يكون ذلك وللقلب على القلب شاهد؟ وكونها أجنادا مجنّدة لا يحتاج تقريره إلى ماهد «٥» ، أو جهد جاهد. ومودّة الأخوّة سبيلها لاحب، ودليلها للدّعوى «٦» الصادقة مصاحب، إلى ما سبق من فضل ولقاء، ومصاقبة «٧» سقاء واعتقاد، لا يراع سربه بذئب انتقاد «٨» ، واجتلاء شهاب وقّاد، لا يحوج إلى إيقاد. إنما عاق عن مواصلة ذلك نوى شطّ منها الشّطن، وتشذيب لم يتعيّن معه الوطن. فلمّا تعيّن «٩» ، وكاد صبح «١٠» الحقّ أن يتبيّن، عاد الوميض ديجورا، والثّماد «١١» بحرا مسجورا، إلى أن أعلق الله منكم اليد بالسّبب الوثيق «١٢» ، وأحلّكم بمنجى نيق «١٣» ، لا يخاف من منجنيق، وجعل يراعكم لسعادة موسى «١٤» معجزة تأتي على الخبر بالعيان «١٥» ، فتخرّ لثعبانها سحرة البيان: [المتقارب]

أيحيى، سقى، حيث لحت، الحيا «١٦» ... فنعم الشّعاب ونعم الرّكون «١٧»

وحيّا يراعك من آية ... فقد حرّك القوم بعد السّكون

دعوت لخدمة موسى عصاه ... فجاءت تلقّف ما يأفكون

فأذعن من يدّعي السّحر رغما ... وأسلم من أجلها المشركون