وأسكنت ناري لما دعا ... وأسكنت يأسي لما غلا
سلام عليها وإن أخفرت ... ذمامي ووجّزت بالقلا
وألبستها الأمن سترا حصيفا ... وإن هتكت ستري المسبلا
ومثلي يبقى على عهده ... إذا أعرض الخلّ أو أقبلا
وقلت «١» : [مخلع البسيط]
من حاكم بي على الفراق ... حكم زياد على العراق
يبدي «٢» وقد ختمت يداه ... بالجور في أنفس رقاق
وعاجل النّظم بانتثار ... وصيّر الشّمل لافتراق
فمن أكفّ على خدود ... ومن دموع على تراق
وأيّ حال إلى دوام ... وما سوى الله غير باق
يا سائق الرّكب، إنّ نفسي ... من لوعة البين في سياق
رفقا على مهجتي فإنّي ... قد بلغت روحي التّراقي
ويا رسول النّسيم، بلّغ ... بحيرة الحيّ ما ألاقي
وسق إلى سمعهم «٣» حديثا ... من أرضهم طيّب المساق
جرّعني البين كأس حزن ... بعدهم مرّة المذاق
فلا أنيسا «٤» سوى ادّكاري ... ولا جليسا «٥» إلى اشتياق
ففي غدوّي بها اصطباحي ... وفي رواحي بها اغتباقي
يا شقّة القلب، ليت شعري ... هل صحّ «٦» شملك في اتّساق؟
أو يقلع الدهر من عتاب ... أو يطلق الشوق من وثاق؟
طال عليّ الظلام لمّا ... ضنّ محيّاك بالتّلاقي
فيكذب الليل في ارتحال ... ويمطل الفجر بانشقاق
ضايقني الدّهر فيك حتى ... في موقف البين والفراق