بنيّ لا تخدعنّك هذي الدّنا ... فإنها والله شيء حقير
أين المشيدات أما زلزلت؟ ... أين أخو الإيوان أين السدير؟
أين أنو شروان أضحى كأن ... لم يك أين المعتدي أزدشير
هذا مقال من وعاه اهتدى ... وحيط من كل مخوف مبير
وصّى أبو بكر به أحمدا ... وأحمد في الوقت شيخ كبير
انقرضت أيامه وانتهى ... وهنا ومن قبل أتاه النّذير
وها هو اليوم على عدّة ... مبرمه للشّرّ وما من عذير
ومن شعره في طريقه الذي كان ينتحله «١» :
شهود ذاتك شيء «٢» عنك محجوب ... لو كنت تدركه لم يبق مطلوب
علو وسفل ومن هذا وذاك معا ... دور على نقطة الإشراق «٣» منصوب
ومنزل النّفس منه ميم مركزه «٤» ... إن صحّ للغرض الظّنّي «٥» مرغوب
وإن تناءت مساويها فمنزلها «٦» ... أوج الكمال وتحت الروح تقليب
والروح إن لم تخنه النّفس قام له «٧» ... في حضرة الملك تخصيص وتقريب
ومن شعره «٨» : [الكامل]
دعني على حكم الهوى أتضرّع ... فعسى يلين لنا الحبيب ويخشع
إني وجدت أخا التضرّع فايزا ... بمراده ومن الدّعا ما يسمع
أهلا «٩» وما شيء بأنفع للفتى ... من أن يذلّ عسى التذلّل ينفع
وامح «١٠» اسم نفسك طالبا إثباته ... واقنع بتفريق لعلّك تجمع
واخضع فمن دأب «١١» المحبّ خضوعه ... ولربما نال المنى من يخضع