ما لي بباب غير بابك موقف ... كلّا «٢» ولا لي «٣» عن فنائك مصرف
هذا مقامي ما حييت فإن أمت ... فالذلّ مأوى للضراعة «٤» مألف
غرضي وأنت به عليم لمحة ... تذر «٥» الشّتيت الشّمل وهو مؤلّف
وعليك ليس على سواك معوّلي ... جاروا عليّ لأجل ذا أو أنصفوا
ومن المقطوعات في التجنيس «٦» : [الوافر]
يقال خصال أهل العلم ألف ... ومن جمع الخصال الألف سادا
ويجمعها الصّلاح فمن تعدّى ... مذاهبه فقد جمع الفسادا
ومنه في المعنى «٧» : [البسيط]
إن شئت فوزا بمطلوب الكرام غدا ... فاسلك من العمل المرضيّ منهاجا
واغلب هوى النّفس لا تغررك خادعة «٨» ... فكلّ شيء يحطّ القدر منها جا «٩»
دخوله غرناطة: دخل غرناطة مرارا عدة تشذّ عن الحصر، أوجبتها الدّواعي بطول عمره، من طلب العلم وروايته، وحاجة عامّة، واستدعاء سلطان، وقدوم من سفارة. كان الناس ينسالون عليه ويغشون منزله، فيما أدركت، كلما تبوّأ ضيافة السلطان، تبرّكا به، وأخذا عنه.
مولده: ولد ببلّش بلده في حدود تسع وأربعين وستمائة «١٠» .
وفاته: توفي ببلّش سحر يوم الأربعاء السابع عشر من شوّال عام ثمانية وعشرين وسبعمائة. وممّن رثاه شيخنا، نسيج وحده، العالم الصالح الفاضل، أبو الحسن بن الجيّاب بقصيدة أولها:[الطويل]
على مثله خضابة الدهر فاجع ... تفيض نفوس لا تفيض المدامع