ووجّهوه إلى علي بن يوسف، فآثر الإبقاء عليه، وعفا عنه، واستعمله بسرقسطة؛ كذا ذكره الملّاحي، وأشار إليه. وعندي أن الأمر ليس كذلك، وأنّ الذي جرى له ذلك، أبو بكر بن علي بن يوسف بن تاشفين، فيتحقّق.
وفاته: توفي بسرقسطة في سنة عشر وخمسمائة بعد أن ضاق ذرعه بطاغية الروم، الذي أناخ عليه بكلكله. وعندما تعرّف خبر وفاته، واتصلت بالأمير أبي إسحاق إبراهيم بن تاشفين، وهو يومئذ والي مرسية، بادر إلى سرقسطة، فضبطها، ونظر في سائر أمورها، ثم صدر إلى مرسية.
رثاؤه: ورثاه الحكيم أبو بكر بن الصائغ «١» بمراث اشتهر عنه منها قوله «٢» :
[الطويل]
سلام وإلمام ووسميّ مزنة «٣» ... على الجدث النائي «٤» الذي لا أزوره
أحقّ أبو بكر تقضّى فلا ترى «٥» ... تردّ جماهير الوفود ستوره
لئن أنست تلك اللحود بلحده «٦» ... لقد أوحشت أقطاره «٧» وقصوره
ومن ذلك قوله «٨» : [الخفيف]
أيها الملك قد «٩» لعمري نعى المج ... د نواعيك «١٠» يوم قمنا فنحنا