للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يغشى مخاطره اللئيم تفكّها ... ويعاف رؤيته الحليم النّاسك

لو أن شخصا يستحيل كلامه ... خرءا «١» للاك الخرء منه لائك

فكأنه التمساح يقذف جوفه ... من فيه ما فيه ولا يتماسك

أنفاسه وفساؤه من عنصر ... وسعاله وضراطه متشارك

ما ضرفا من معدّ الله «٢» ... لو أسلمته نواجذ وضواحك

في شعره من جاهلية طبعه ... أثقال أرض لم ينلها فاتك

صدر وقافية تعارضتا معا ... في بيت عنس أو بعرس فارك

قد عمّ أهل الأرض بلعنه ... فللأعنية في السماء ملائك

ولأعجب العجبين أنّ كلامه ... لخلاله مسك يروح ورامك

إن سام مكرمة جثا متثاقلا ... يرغو كما يرغو البعير البارك

ويدبّ في جنح الظلام إلى الخنا ... عدوا كما يعدو الظّليم الراتك

نبذ الوقار لصبية يهجونه ... فسياله فرش لهم وأرائك

يبدي لهم سوآته ليسوءهم ... بمسالك لا يرتضيها سالك

والدهر باك لانقلاب صروفه ... ظهرا لبطن وهو لاه ضاحك

واللسن تنصحه بأفصح منطق ... لو كان ينجو بالنّصيحة هالك

تب يا ابن تسعين فقد جزت المدا ... وارتاح للّقيا بسنّك مالك

أو ما ترى من حافديك نشابها ... ابن يضاجع جدّه ويناسك

هيهات أيّة عشرة لهجت به ... هنوات مملوك وطيّع مالك

يا ابن المرحّل لو شهدت مرحّلا ... وقد انحنى بالرّحل منه الحارك

وطريد لوم لا يحلّ بمعشر ... إلّا أمال قفاه صفع دالك

مركوب لهو لجاجة وركاكة ... وأراك من ذاك اللجاج البارك

لرأيت للعين اللئيمة سحّة ... وعلا بصفع عرك أذنك عارك

وشغلت عن ذمّ الأنام بشاغل ... وثناك خصم من أبيك مماحك

قسما بمن سمك السماء مكانها ... ولديه نفس رداء نفسك شائك

لأقول للمغرور منك بشيبة ... بيضاء طيّ الصّحف منها حالك

لا تأمنن للذئب دفع مضرّة ... فالذئب إن أعفيته بك فاتك