أبي يوسف يعقوب الزّواوي، فقيه ابن فقيه. ومنهم أبو علي «١» حسن بن حسن إمام المعقولات بعد ناصر الدين. وبتونس قاضي الجماعة وفقيهها أبو عبد الله بن عبد السلام «٢» ، وحضر دروسه، وقاضي المناكح أبو محمد اللخمي «٣» ، وهو حافظ فقهائها في وقته، والفقيه أبو عبد الله بن هارون شارح ابن الحاجب في الفقه والأصول. ثم حجّ فلقي بمكة إمام الوقت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن التّوزري، المعروف بخليل، وإمام المقام أبا العباس رضيّ «٤» الدين الشافعي، وغير واحد من الزّائرين والمجاورين وأهل البلد. ثم دخل الشام، فلقي بدمشق شمس الدين بن قيّم الجوزية، صاحب ابن تيميّة، وصدر الدين الغماري المالكي، وأبا القاسم بن محمد اليماني الشافعي وغيرهم. وببيت القدس أبا عبد الله بن مثبت، والقاضي شمس الدين بن سالم، والفقيه أبا عبد الله بن عثمان، وغيرهم.
تصانيفه: ألّف «٥» كتابا يشتمل على أزيد من مائة مسألة فقهية، ضمّنها كل أصيل «٦» من الرأي والمباحثة. ودوّن في التّصوّف إقامة المريد، ورحلة المتبتّل، وكتاب الحقائق والرّقائق، وغير ذلك.
شعره: نقلت «٧» من ذلك قوله: هذه لمحة العارض لتكملة ألفيّة ابن الفارض، سلب الدهر من فرائدها مائة وسبعة وسبعين، فاستعنت على ردّها بحول الله المعين.
من فصل الإقبال «٨» : [الطويل]
رفضت السّوى وهو الطّهارة عندما ... تلفّعت في مرط الهوى وهو زينتي
وجئت الحمى وهو المصلّى ميمّما ... بوجهة قلبي وجهها وهو قبلتي