للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحصّنت أنظار الجنيد «١» جنيدها ... بترك فلي من رغبة ريح رهبة

وكسّرت عن رجل ابن أدهم أدهما ... وأنقذته من أسر حبّ الأسرة

وعدت على حلّاج شكري «٢» بصلبه ... وألقيت بلعام التّفاتي «٣» بهوّة

فقولي مشكور ورأيي ناجح ... وفعلي محمود بكلّ محلّة

رضيت بعرفاني فأعليت للعلا ... وأجلسني بعد الرّضا فيه جلّتي

فعشت ولا ضيرا أخاف ولا قلى ... وصرت حبيبا في ديار أحبّتي

فها أنا ذا أمسي وأصبح بينهم ... مبلّغ نفسي منهم ما تمنّت

وأنشدني قوله في حال قبض وقيّدتها عنه «٤» : [الطويل]

إليك بسطت الكفّ أستنزل الفضلا ... ومنك قبضت الطّرف أستشعر الذّلّا

وها أنا ذا قد قمت «٥» يقدمني الرّجا ... ويحجمني «٦» الخوف الذي خامر العقلا

أقدّم رجلا إن يضيء برق مطمع ... وتظلم أرجائي فلا أنقل الرّجلا

ولي عثرات لست آمل أن هوت ... بنفسي ألّا أستقل وأن أصلى

فإن تدرّكني رحمة أنتعش بها ... وإن تكن الأخرى فأولى بي الأولى

قال، ومما نظمته من الشعر «٧» : [مجزوء الكامل]

وجد تسعّره الضلو ... ع وما تبرّده المدامع

همّ تحرّكه الصّبا ... بة والمهابة لا تطاوع

أملي «٨» إذا وصل الرّجا ... أسبابه فالموت قاطع

بالله يا هذا الهوى ... ما أنت بالعشّاق صانع؟

قال: ومما كتبت به لمن بلغني عنه بعض الشيء «٩» : [الرمل]

نحن، إن تسأل بناس، معشر ... أهل ماء فجّرته الهمم

عرب من بيضهم أرزاقهم ... ومن السّمر الطوال الخيم