لنا «١» طعاما، فسألته عن هذا الحديث فقال: وقع في نفسي «٢» شيء، فرأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألته عنه، فقال «٣» : لم أقله، وأرجو أن يكون كذلك. وصافحته بمصافحته الشيخ أبا عبد الله زيان، بمصافحته أبا سعيد عثمان بن عطية الصعيدي، بمصافحته أبا العباس أحمد الملثّم، بمصافحته المعمّر، بمصافحته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدّث عن شيخه أبي محمد الدّلاصي، أنه كان للملك العادل مملوك اسمه محمد، فكان يخصّه لدينه وعقله، بالنداء باسمه، وإنما كان ينعق «٤» بمماليكه: يا ساقي، يا طبّاخ، يا مزين. فناداه «٥» ذات يوم: يا فرّاش، فظنّ أن «٦» ذلك لموجدة «٧» عليه. فلم ير أثر ذلك، وتصوّرت له به خلوة، فسأله عن مخالفته لعادته «٨» ، فقال له: لا عليك، كنت يومئذ جنبا، فكرهت أن أذكر «٩» اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على تلك الحالة. وقال: أنشدني المجاصي، قال: أنشدني الإمام «١٠» نجم الدين الواسطي، قال: أنشدني شرف الدين الدمياطي، قال: أنشدني تاج الدين الآمدي «١١» ، مؤلف «الحاصل» ، قال: أنشدني الإمام فخر الدين «١٢» لنفسه:
[الطويل]
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة «١٣» من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى «١٤» ووبال «١٥»