لا يؤثر في النّفيق. وله غزل معرّي، لا عذري، لا يقنع بالطّيف، ولا يصفع بغير السيف، وقد قدّه به الذات، وعظم شأنه فاحتمل الثواب، وكان يقف دولته في أعلى منزلته، ناهيك من رجل يستعين على صلاح دنياه، بفساد أخراه، لرداءة دينه، وضعف يقينه. ولو عقل ما ضاقت عليه معاني الشّعر، حتى يستعين عليه بالكفر.
شعره: كان أول ما مدح به جعفر بن علي قوله «١» : [الكامل]
أحبب بتيّاك القباب قبابا ... لا بالحداة ولا الرّكاب ركابا «٢»
فيها قلوب العاشقين تخالها ... عنما بأيدي البيض والعنّابا «٣»
وقال يمدح جعفر بن علي من القصيدة الشهيرة «٤» : [الطويل]
أليلتنا إذا أرسلت واردا وحفا «٥» ... وبانت «٦» لنا الجوزاء في أذنها شنفا «٧»
وبات لنا ساق يقوم «٨» على الدّجى ... بشمعة صبح «٩» لا تقطّ «١٠» ولا تطفا