للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبثّكم أني على النّأي حافظ ... ذمام الهوى لو تحفظون ذماميا

أناشدكم والحرّ أوفى بعهده ... ولن يعدم الأحسان والخير «١» جازيا

وورد «٢» على السلطان أبي سالم ملك المغرب، رحمة الله تعالى عليه، وفد الأحابيش بهديّة من ملك السودان، ومن جملتها الحيوان الغريب المسمّى بالزّرافة «٣» ، فأمر من يعاني الشعر من الكتّاب بالنظم في ذلك الغرض، فقال وهي من بدائعه:

[الكامل]

لولا تألّق بارق التّذكار ... ما صاب واكف دمعي المدرار

لكنه مهما تعرّض خافقا ... قدحت يد الأشواق زند أواري «٤»

وعلى «٥» المشوق إذا تذكّر معهدا ... أن يغري الأجفان باستعبار

أمذكّري غرناطة حلّت بها ... أيدي السّحاب أزرّة النّوّار؟

كيف التخلّص للحديث وبيننا «٦» ... عرض الفلاة وطافح زخّار «٧» ؟

وغريبة قطعت إليك على الونى ... بيدا تبيد بها هموم السّاري

تنسيه طيّته «٨» التي قد أمّها ... والرّكب فيها ميّت الأخبار

يقتادها من كلّ مشتمل الدّجى ... وكأنما عيناه جذوة نار

خاضوا بها لجج الفلا فتخلّصت ... منها خلوص البدر بعد سرار

سلمت بسعدك من غوائل مثلها ... وكفى بسعدك حاميا لذمار

وأتتك يا ملك الزمان غريبة ... قيد النّواظر نزهة الأبصار

موشيّة الأعطاف رائقة «٩» الحلى ... رقمت بدائعها يد الأقدار

راق العيون أديمها فكأنه ... روض تفتّح عن شقيق بهار

ما بين مبيضّ وأصفر فاقع ... سال اللّجين به خلال نضار

يحكي حدائق نرجس في شاهق ... تنساب فيه أراقم الأنهار