ومن ذلك ما خاطبني به، وهي «١» من أول نظمه، قصيدة مطلعها: [الطويل]
«أما وانصداع النّور في «٢» مطلع الفجر»
وهي طويلة «٣» . ومن بدائعه التي عقم عن مثلها قياس قيس، واشتهرت بالإحسان اشتهار الزّهد بأويس «٤» ، ولم يحل مجاريه ومباريه إلّا بويح وويس، قوله في إعذار الأمير ولد سلطانه، المنوّه بمكانه، وهي من الكلام الذي عنيت الإجادة بتذهيبه وتهذيبه، وناسب الحسن بين مديحه ونسيبه «٥» : [الطويل]
معاذ الهوى أن أصحب القلب ساليا ... وأن يشغل اللوّام بالعذل باليا
دعاني أعط الحبّ فضل مقادتي ... ويقضي عليّ الوجد ما كان قاضيا
ودون الذي رام العواذل صبوة ... رمت بي في شعب الغرام المراميا
وقلب إذا ما البرق أومض موهنا «٦» ... قدحت به زندا من الشوق واريا
خليليّ إني يوم طارقة النّوى ... شقيت بمن لو شاء أنعم باليا
وبالخيف يوم النّفر يا أمّ مالك ... تخلّفت «٧» قلبي في حبالك عانيا «٨»
وذي أشر عذب الثّنايا مخصّر ... يسقّي به ماء النعيم الأقاحيا
أحوم عليه ما دجا الليل ساهرا ... وأصبح دون الورد ظمآن صاديا «٩»
يضيء ظلام الليل ما بين أضلعي ... إذا البارق النّجديّ وهنا بدا ليا
أجيرتنا بالرّمل والرّمل منزل ... مضى العيش فيه بالشّبية حاليا
ولم أر ربعا منه أقضى لبانة ... وأشجى حمامات وأحلى مجانيا
سقت طلّه «١٠» الغرّ الغوادي ونظّمت ... من القطر في جيد الغصون لآليا