شعره: وشعره «١» مترام إلى نمط «٢» الإجادة، خفاجيّ «٣» النّزعة، كلف بالمعاني البديعة، والألفاظ الصّقيلة، غزير المادة. فمنه في غرض النّسيب «٤» :
رضيت بما تقضي عليّ وتحكم ... أهان فأقصى أم أصافي فأكرم
إذا كان قلبي في يديك قياده ... فمالي عليك في الهوى أتحكّم
على أن روحي في يديك بقاؤه ... بوصلك يحيى أو بهجرك يعدم
وأنت إلى المشتاق نار وجنّة ... ببعدك يشقى أو بقربك ينعم
ولي كبد تندى إذا ما ذكرتم ... وقلب بنيران الشوق يتضرّم
ولو كان ما بي منك بالبرق ما سرى ... ولا استصحب الأنواء تبكي وتبسم
أراعي نجوم الأفق في اللّيل ما دجى ... وأقرب من عينيّ للنوم أنجم
وما زلت أخفي الحبّ عن كل عادل ... وتشفي دموع الصّب ما هو يكتم
كساني الهوى ثوب السّقام وإنه ... متى صحّ حبّ المرء لا شيء يسقم
فيا من له العقل الجميل سجيّة ... ومن جود يمناه الحيا يتعلّم
وعنه يروّي الناس كلّ غريبة ... تخطّ على صفح الزمان وترسم
إذا أنت لم ترحم خضوعي في الهوى ... فمن ذا الذي يحني عليّ ويرحم
وحلمك حلم لا يليق بمذنب ... فما بال ذنبي عند حلمك يعظم؟
وو الله ما في الحيّ حيّ ولم ينل ... رضاك وعمّته أياد وأنعم
ومن قبل ما طوّقتني كل نعمة ... كأنّي وإياها سوار ومعصم
وفتّحت لي باب القبول مع الرضى ... يغضّ الحيّ طرفي كأني مجرم
ولو كان لي نفس تخونك في الهوى ... لفارقتها طوعا وما كنت أندم
وأترك أهلي في رضاك إلى الأسى ... وأسلم نفسي في يديك وأسلم
أما والذي أشقى فؤادي في الهوى ... وإن كان في تلك الشّقاوة ينعم
لأنت من قلبي ونزهة خاطري ... ومورد آمالي وإن كنت أحرم