إذا قلت لا يبدو أشال لسانه ... وإن قلت لا يخبو الصّبابة إذ لفّا «١»
إلى أن أفاق الصّبح من غمرة الدّجى ... وأهدى نسيم الروض من طيبه عرفا
لك الله يا مصباح أشبهت مهجتي ... وقد شفّها من لوعة الحبّ ما شفّا
وممّا ثبت له في صدر رسالة «٢» : [الطويل]
أزور بقلبي معهد الأنس والهوى ... وأنهب من أيدي النسيم رسائلا
ومهما سألت البرق يهفو من الحمى ... يبادره «٣» دمعي مجيبا وسائلا
فياليت شعري والأماني تعلّل ... أيرعى لي الحيّ الكرام الوسائلا؟
وهل جيرتي الأولى كما قد عهدتهم ... يوالون بالإحسان من جاء سائلا؟
ومن أبياته الغراميات «٤» : [الوافر]
قيادي قد تملّكه الغرام ... ووجدي لا يطاق ولا يرام «٥»
ودمعي دونه صوب الغوادي ... وشجوي «٦» فوق ما يشدو «٧» الحمام
إذا ما الوجد لم يبرح فؤادي ... على الدّنيا وساكنها السّلام
وفي غرض يظهر من الأبيات «٨» : [الطويل]
ومشتمل بالحسن أحوى مهفهف ... قضى رجع طرفي من محاسنه الوطر «٩»
فأبصرت أشباه الرياض محاسنا ... وفي خدّه جرح بدا منه لي أثر
فقلت لجلّاسي خذوا الحذر إنما ... به وصب من أسهم الغنج والحور
ويا وجنة قد جاورت سيف لحظه ... ومن شأنها تدمي من اللّمح بالبصر
تخبّل للعينين جرحا وإنما ... بدا كلف منه على صفحة القمر